كفاية الأخيارفي حل غاية الإختصار تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني الدمشقي الشافعي سنة الولادة / سنة الوفاة تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي سليمان الناشر دار الخير سنة النشر 1994 مكان النشر دمشق عدد الأجزاء 1 |
| ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) | ( حديث شريف ) | مقدمة | بسم الله الرحمن الرحيم | | الحمد لله الذي خلق الموجودات من ظلمة العدم بنور الإيجاد دليلا على وحدانيته | لذوي البصائر إلى يوم المعاد ، وشرع شرعا اختاره لنفسه ، وأنزل به كتاب وأرسل به سيد العباد ، | فأوضح لنا محجته وقال هذه سبيل الرشاد . صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأتباعه وصلاة زكية بلا نفاد . | | ( وبعد ) : فإن الأنفس الزكية ، الطالبة للمراتب العلية . لم تزل تدأب في تحصيل العلوم | الشرعية ، ومن جملتها معرفة الفروع الفقهية . لأن بها تندفع الوساوس الشيطانية ، وتصح المعاملات | والعبادات المرضية ، وناهيك بالفقه شرفا قول سيد السابقين واللاحقين . صلى الله عليه وسلم : ' من يرد الله به خيرا | يفقهه في الدين ' وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ' ما عبد الله سبحانه | بشيء أفضل من فقه في الدين ' وعن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى : ^ ( واصبر نفسك مع | الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ) ^ قال مجالس الذكر . قال عطاء في قوله | صلى الله عليه وسلم : ' إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر ' . قال |
____________________
(1/7)
| عطاء الذكر هو مجالس الحلال والحرام . كيف تشتري كيف تبيع وتصلي ، وتصوم وتحج ، وتنكح | وتطلق وأشباه ذلك ، وقال سفيان بن عيينة . لم يعط أحد بعد النبوة أفضل من العلم والفقه في الدين | وقال أبو هريرة وأبو ذر رضي الله تعالى عنهما باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا ، | وقال عمر رضي الله تعالى عنه : لموت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت العالم البصير | بحلال الله تعالى وحرامه ، والآيات والأخبار والآثار في ذلك كثيرة . | | فإذا كان الفقه بهذه المرتبة الشريفة . والمزايا المنيفه . كان الاهتمام به في الدرجة الأولى . | وصرف الأوقات النفيسة بل كل العمر فيه أولى ، لأن سبيله سبيل الجنة . والعمل به حرز من المنار | وجنة ، وهذا لمن طلبه للتفقه في الدين على سبيل النجاة لقصد الترفع على الأقران والمال والجاه ، | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من | الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ' ، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : ' من طلب العلم | ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ' ورد من | رواية كعب بن مالك وقال : ' أدخله الله النار ' عافانا الله الكريم من ذلك . | | اعلم أن طلاب العلم مختلفون باختلاف مقاصدهم ، وهممهم مختلفة باختلاف مراتبهم | فهذا يطلب الغوص في البحر ونحوه لنيل الدرر الكبار ، وهذا يقنع بما يجد في غاية الاختصار ، ثم | هذا القانع صنفان : أحدهما ذو عيال قد غلبه الكد ، والآخر متوجه إلى الله تعالى بصدق وجد . فلا | الأول يقدر على ملازمة الخلق ، والسالك مشغول بما هو بصدده ليلة ونهاره مع نفسه في قلق ، فأردت | راحة كل منهما ببقاء ما هو عليه وترك سعى كل منهما فيما تدعو الحاجة إليه وأرجو من الله العزيز | القدير . تسهيل ما يحصل بع الإيضاح والتيسير . فإنه رجاء الراجين . وجابر الضعفاء والمنكسرين ، | ووسمت كتابي هذا ب ( كفاية الأخيار ، في حل غاية الإختصار ) وأسأل الله العظيم الغفار . العفو عني | وعن أحبابي من مكره وغضبه وعذاب النار ، إن على ما يشاء قدير ، وبالإيجابة جدير . قال الشيخ | ^ ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ) ^ [ الحمد ] هو الثناء على الله تعالى بجميل | صفاته الذاتية وغيرها ، والشر هو الثناء عليه بإنعامه ، ولهذا يحسن أن تقول حمدت فلانا على علمه | وسخائه ولا تقول شكرته على علمه ، فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا ، وقيل غير ذلك ( لله ) | اللام في الاسم الكريم للاستحقاق ما تقول الدار لزيد ، وأضيف الحمد إلى هذا الاسم الكريم دون | بقية الأسماء لأنه اسم ذات وليس بمشتق ، والمحققون على أنه مشتق [ رب العالمين ] الرب يكون |download kitabnya disini atau disini
No comments:
Post a Comment